هذا جزاء الصابرين

هو شاب فى نهاية العشرينات من العمر ذات يوم كان يجاس فى أحد المطاعم الفاخرة وكان ينتظر أن يأتى له الطعام وفجأه سمع صوت صوت شئ ما سقط على الأرض من منضدة كانت خلفه فالتفت ليرى فاذا به تقع عيناه على فتاة تجلس وحدها تبدو وكأنها ليست من أهل الأرض بل هى ملاك من السماء أية فى الجمال لا يبدو عليها مساحيق النساء بل هو من صنع الله ظل ينظر اليها وعيناه تتأمل وكأن شيئا قد حدث بداخله لا يعرف ماهو وحينما انتهت هى من طعامها وهمت بالانصراف ترك الطعام وقرر أن ييتبعها ولم يدرى لماذا هذا الاحساس الذى انتابه فجأة واستقلت هى تاكسى وخرج مسرعا وراءها واستقل سيارته مدفوعا وبلا اراده منه أوتفكير وعند أحدى العمارات نزلت الفتاة ودخلت الى العمارة وهى لا تدرى أن خلفها قدرها واستطاع صاحبنا أن يعرف من هى ومن تكون وعاد الى بيته مشدوها مغرما بها كيف استطاعت فى لحظات أن تستحوذ على قلبه وعقله وفى اليوم التالى وبعد عناء ليلة لم يغمض له فيها جفن ولم تنم عيونه قرر أن يتقدم لها وأن يخطبها وتكون شريكة حياته وفعلا تمت الخطوبه وكان سعيدا بها وعاشا اياما جميله تبادلا فيها أجمل معانى الحب ومرت الأيام وتم الاتفاق على اتمام الزواج واجتمع الأهل والأحباب فى ليلة الزفاف وانتقلا الى عش الزوجيه الذى اشتركا فى تأثيثه وذات يوم تبدل حاها فجأة وانقلبت الى شخصية أخرى لا يعرفها وبدت وكأنها قد أصابها جان أو مسها شيطان فلم تعد هى الرقيقه الناعمه بل تحولت الى وحش كاسر كل هذا حدث فى لحظات لم يعرف كيف يتصرف معها وبدأت تهذى بكلمات لا معنى لها وغريبه وهنا أتصل بأهلها يسألهم ماذا أحل بها هل حدث لها هذا من قبل وكانت الصدمه التى نزلت عليه كمن وقع فى بئر عميق مظلم لا يدرى كيف يخرج منه وكان عليه أن يفعل شئ من اجلها فه يحبها ولا يستطيع أن ينسى الأيام التى عاشها وكيف كانت تحاول اسعاده وكيف كان عطاؤها بدون حدود وقرر أن يذهب بها الى أحد الأطباء النفسيين وأخبره الطبيب أنها حاله من حالات الفصام نتيجه صدمه قديمه حدثت لها وكان ما يشغل بال صاحبنا هل هذه الحالة ممكن شفاؤها وهل هى من الخطورة على من حولها وطمأنه الطبيب انها حاله غير خطرة ويمكن علاجها وأعطاها الطبيب العلاج اللازم وعادا الى البيت وفكره مشغول ماذا يفعل أيطلقها أم يبقى عليها ويتحمل ما قد يحدث وظل طوال الليل جالس الى جوارها ينظر اليها وهى نائمه ويتأمل فى جمالها وداخله الألم والحيرة كيف يطلقها وهى فى هذه الحاله أهى تحتمل صدمة أخرى وظل هكذا بجواره والليل يسير الى الصباح الى أن سمع أذان الفجر فقام وتوضأ وصلى واستخار ربه ماذا يفعل بمن أحب ومن هى فى أشد الحاجة له وكيف يتخلى عنها وهداه تفكيره الى أن يظل بجانبها الى أن تنتهى هذه المحنه ومرت الأيام وتعافت وعادت الى طبيعتها وملأت حياته سعاده وهو يخشى أن يفاتحها فى ماضيها وكيف كانت الصدمه وسببها حتى لا تنتابها الحاله مرة أخرى ومع الأيام وهى تمر سريعا والسعادة تلفهما واذا بها تسأله ان كان يريد أن يطلقهاوهى تبكى كالطفل امامه ولم يستطع أن ينطق بكلمة واحده لأنه لا يعرف كيف يتخلى عنها وعن هذه السعاده واقنعها أن تنسى هذا الموضوع وأنها يحبها ولن يتركها ابدا مهما كان السبب ومرت الأيام ويزداد الحب بينهما الى أن قررا أن ينجبا وهنا الصدمه الثانيه يتلقاها صاحبنا وكأنه خلق لكى يبتلى ويمتحن فى صبره وقدرته على التحمل حيث أفاده الطبيب أنه لا يمكن مع العلاج النفسى أن يضمن أن يأتى الجنين غير مشوها أو به عيب خلقى الصدمه كانت عليهما شديده ماذا يفعلا وكيف تستمر الحياة هكذا هى احتسبت الامر عند الله وأقنعته أنها راضيه بقضاء الله وله أن يقرر اذا كان يريد أن يتركها فليفعل ولا يتردد وهو فى حالة حزن شديد كيف وكيف وماذا يفعل ايرضى أن يعيش معها دون أطفال وظل يفكر الى أن تنبه الى شئ وقال ماذا لوكان ما بها كان اصابنى انا هل أخذت العهد على الله أن يجعلنى معافا لماذا لا أنظر الى النعم الكثيرة التى أنعم الله بها على لماذا أنظر فقط الى ماينقصنى وهل لا بد أن أحصل على كل شئ ثم قام فصلى ركعتين لله وسأل ربه أن يهديه الى الخير وأخلد الى النوم ثم رأى فى منامه أنه يصلى فى البيت الحرام ومعه طفل فى السابعه ابيض الوجه وجهه وجه ملائكى يلبس جلبابا أبيض ويضع على رأسه طاقيه والطفل يصلى خلفه وعندما أستيقظ من نومه قص منامه على زوجته وكان سعيدا وأخبرته أن يسبشر خيرا هذه بشرى من الله وبعد عدة أشهر حملت زوجته وتحققت البشرى وولدت طفلا جميلا عندما رآه قال سبحان الله تلك كانت البشارة وهاقد أعطانى الله أجر الصبر والاحتساب وعاشا مع طفلهما فى سعادة وظل يردد دائما هذا أجر الصبر هذا أجر الصبر وسبحان العاطى الوهاب

مشكوووووره طرح رائع